قضايا وطنية ومصيرية عديدة تحدث عنها الأستاذ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في اللقاء الذي أجرته معه صحيفة الثورة السبت الماضي، وقد بدا حريصاً في بداية اللقاء إلى التنويه بالموقف العظيم والمسؤول والشجاع لأعضاء المجلس السياسي في تحمّل المسؤوليات الجسيمة بُعيد حادثة اغتيال الرئيس صالح الصـماد وما كانوا عليه من معنويات عالية وإصرار على المضي في ذات النّهج الذي انتهجه الشهيد الصماد، رضوان الله عليه، ومشيراً إلى الدور البارز والفضل الكبير للسيد القائد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- وحكمته في إدارة تلك اللحظات الصعبة والحاسمة في تاريخ اليمن .
كان لمحور الرؤية الوطنية حضور بارز وواسع في معرض اللقاء ومما اطلعت عليه في هذا الجانب حديثه عن أبرز عوامل رئيسية ساهمت في نجاح الرؤية الوطنية ومنها توفر الإرادة السياسية لدى القيادة الداعمة للرؤية وخططها المرحلية من خلال المتابعة والتقييم لمؤسسات الدولة المعنية بتنفيذ ما تم التخطيط له وبما ينهض بالدولة في الكثير من المجالات المختلفة وأهمها السياسية والاقتصادية والتنموية والعدلية، وذلك استكمالاً لمشروع الرئيس الشهيد الصّماد «يدٌ تبني ويدٌ تحمي».
وما يبعث على التفاؤل والأمل في مدى استمرار واستكمال مشروع الصّماد التنموي والدفاعي هي توجّهات الرئيس المشاط المتمثلة في الدفع لإيجاد تكامل في تنفيذ المهام والأعمال الإدارية في جميع مؤسسات الدولة وحثِّه أيضاً على الاهتمام بالجوانب الزراعية والاقتصادية والتنموية والتي بدورها ستعمل على إيجاد قفزة في أداء المؤسسات والتي تعزز وتحقق بمهامها وإخلاصها في تنفيذ الخُطط والمهام بناء الدولة اليمنية الحديثة .
وصف الرئيس المشاط الرؤية الوطنية بأنها مرنة وقابلة للتحديث وأنها نبراس للجميع وحاضنة لكل أعمال ومؤسسات الدولة وأوجدت حراكاً كبيراً في مختلف الجوانب بما في ذلك جانب المصالحة الوطنية والحل السياسي ، ولذلك ينوه بأنه ثمة مشروع وطني جامع يقرب الحلول السياسية ويؤكد أيضاً انطلاق الرؤية الوطنية من مخرجات الحوار الوطني الشامل المتفق عليه وهي تؤسس لمرحلة سياسية مهمة وتبعث رسالة للعالم أننا نمتلك مشروعاً تحول إلى حقيقة..
بدا الرئيس المشاط في اللقاء مهتماً بالحديث عن الرؤية الوطنية بأهدافها وأبعادها وتفاصيلها ومراحل تنفيذها ونجاحها ومبيناً أنها فعلاً شخّصت الإشكالات والإخفاقات والمعالجات اللازمة وجاءت لتوضح الأهداف الاستراتيجية ، وأهمية دور المكونات السياسية في بناء الرؤية الوطنية وذلك في إطار مراقبة الخطط ومتابعتها وممارسة دورها في الرقابة المجتمعية ومساهمتها برؤاها وأفكارها..
وما يجدر التنويه إليه في معرض اللقاء حديثه عن بناء الفرد في مؤسسات الدولة، مشيراً إلى أننا اليوم نواجه حرباً ثقافية وحرب مفاهيم ونحن في معركة مع التثقيف والتنوير ، والسعي الآن يستهدف رجال الدولة ليفهموا ويدركوا أنهم خدّام للناس وللشعب ، وبالمناسبة يقول :
ينبغي أن يُحاسَب أي مسؤول يبتز أي مواطن حتى بألف ريال وعار في جبيننا أن يحصل هذا في عهدنا بعد كل هذه التضحيات المبذولة.
تناول اللقاء مع الرئيس المشاط موضوع الوحدة والقضية الجنوبية وقال :
الوحدة تشير إلى معان راقية وسامية تتصل بالإخاء والتعاون والتكافل والنهضة ، والصانع الحقيقي لها هو الشعب وتمنـى على الدول العظمى احترام المواثيق والمعاهدات الدولية في إدراك منه بضرورة تطبيقها والاعتبار لمضامينها المؤكدة على إفشاء السلام وإيقاف العدوان والانتهاكات على الشعوب التي تنشد السلام والسيادة والاستقلال ..
ويظهر من خلال اللقاء التسامح الذي أبداه الرئيس المشاط المتمثل في قرار العفو العام الذي حقّق آثاراً ايجابية وتحدث عن السلام المشرف والعادل دون تقديم أية تنازلات تمس بلادنا .
وعن تدشين البرامج الوطنية للتعافي الاقتصادي حث على اتخاذ البدائل الاقتصادية التي تساعد في الحد من آثار الحرب على اليمن ، وحذر في اللقاء أبناء جنوب اليمن من التدخلات الخارجية وأكد على وجوب امتلاك القرار لنيل الاستقلال وعدم الثقة بالأجنبي الطامع المتآمر ، وللمطلع على التناولات التي عرضها اللقاء يجد فعلاً أن الرئيس المشاط رجل سلام من أجل السلام، لا من أجل الاستسلام أو تقديم تنازلات على حساب السيادة والاستقلال، ونلاحظ ذلك في تأكيده على مبدأ المصالحة الوطنية واللجوء إلى خيار المفاوضات والوصول إلى حل سياسي مُرْضٍ للجميع.
وإزاء عدم الاستجابة للسلام العادل والمشرف يقول :
إذا رفضت دول العدوان دعوات السلام فلن يكون أمام هذا الشعب إلا مواصلة التوكل على الله ومواصلة التحرك الفاعل للدفاع عن اليمن ومواجهة العدوان